التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الكل واحد

 




بالأمس سمعت لسادغورو ، وكل مرة استمع لهذا الرجل اعي شيء جديد. بدأ محاضرته بمقولة لابن الرومي، تتكلم عن المحبة ، عن مرحلة او حالة وجدانية ، يعيش فيها المرء بالحب وللحب ويشع حباً.

 لكن سادغور قال بان ذلك ليس هو الهدف، هذه النشوة والمتعة، التي يصل اليها المتنور او العارف، ليست هي الهدف بل هي طريق؛ للوصول الى الهدف..

 طريق ربما يكون ممتعا ، وربما لشدة متعته ينسيك ويشغلك عن الهدف، يجب ان لا تنسى الهدف ، حيث لا متعة ، حيث لا ارتباط بالماديات ، والأفكار ، حيث يستوي عندك الممتع بـ المفجع ، حيث لا أفكار تؤرقك ولا نشوة تفرحك، حيث لا يوجد شيء اسمه انا وانت ، حيث ترتبط بالمطلق ، حيث الكل واحد..!

تعليقات

  1. ممتاز جدا.. انا ايضا احب سادغورو

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

من الطفل الذي امسكته بيدي؟

كنا جلوس انا وزوجتي واطفالي في الصالة ـ التي تتوسط البيت، في الدور الثاني ـ وكان الوقت قرابة الخامسة عصراً.. مندمجين، أنا وزوجتي، في مشاهدة فيلم امريكي على وشك الانتهاء.. بينما كان محمد ابن التاسعة وأمين ابن السابعة.. كانا مشغولين بلعبة على الايباد..  وبينما نحن كذلك إذ لمحت بطرف عيني اليسرى طفل صغير، في حوالي الرابعة من العمر، قادما من باب الشقة ـ الذي يبقى مفتوحاً عادةًـ ومباشرةً استدار يمينا ودخل غرفة النوم.  كان مستعجلا يريد إحضار شيء أو إدراك شيء ما..   والعجيب أننا لم نَعره اهتماما. لم نلتفت إليه حتى..  مرت برهة من الزمن، بعدها خالجني شعور ان الطفل قد تأخر في الداخل، لكن هذا الشعور تلاشى بسرعة، فقد انشغلت بمتابعة نهاية الفيلم التي كانت مثيرة للغاية.  وما ان انتهينا من مشاهدة الفلم، وأخذت اتمطى كالعادة؛ إذ بزوجتي تخاطب ابني الكبير:  ـ ادخل فانظر من دخل الغرفة.. لا تدعه يوقظ إبراهيم!   تذكرت عندها أن الطفل لم يخرج بعد ..!   كان إبراهيم ذو الثلاثة أعوام نائما، وكنا نظن أن الطفل الذي دخل هو أحد أطفال الجيران الصغار أو أحد أبناء أخ...

هل تنتقم ام تسامح؟

    قال الطبيب النفسي، وهو يبتسم ابتسامة هادئة: ـ خالد..! اريدك ان تحكي لي كل شيء، بالتفصيل..! ـ لا استطيع ان اتذكر كل شيء يا دكتور. ـ حسنا احكي لي ما تستطيع تذكره.! قال خالد: وصلنا اخيراً الى قمة الجبل، لم اكن اصدق اني سأصل إلى هذا الارتفاع. منذ ساعة ونصف ونحن نسير. نتوقف للحظات فقط، نلتقط أنفاسنا، ثم نعاود السير. صديقي الضخم والعملاق عباس هو الوحيد الذي وافق على مرافقتي ، او بالاصح هو من أجمع البقية على أن يرافقني.  قال لي صديقي محمد بان عباس هو الوحيد الذي يستمتع بالصعود الى اعلى الجبل ، وهو من يأخذ الزملاء الجدد ويريهم هذه القمة.     انا يا دكتور اعمل في الكويت، جئت قبل أسبوع. جئت لزيارة أصدقائي؛ لأنني منذ أن تخرجت وحصلت على عمل في الكويت لم ألتق بأحد.   قال الدكتور: ـ اذاً فقد صعدت مع عباس الى قمة الجبل، أهذا ما كنت تقوله؟  ـ نعم. في البداية لم اكن اريد الصعود، لكنني عندما سمعت صديقي العزيز محمد يقول انها شاهقة جداً، ولا احد يستطيع ان يصمد مع عباس في القمة أكثر من عشر دقائق، الكل ينهار.     دفعني ذلك إلى قبول الت...

انقذني يا أخي : مستوحاة من احداث حقيقية

قبل اكثر من 30 عاما، وفي قرية من قرى محافظة تعز . كان الوقت ظهراً، عندما احتشد ابناء القرية؛ يشيعون جنازة امرأة شابة ، لم تتجاوز العشرين من عمرها. حتى إذا وصل المشيعون إلى المجنة، وضعوا النعش بهدوء أمام الباب، وابتعدوا قليلاً. والمجنة مكان يشبه المغارة، تتسع لاكثر من ميت.   اقترب علي مقبل، اخو الفتاة الميتة، و كشف عن وجهها، وأخذ ينظر اليها بتجلد ، نظرة أخيرة. ثم قبّلها على جبهتها وحملها ووضعها بجوار عظام أمه وأبيه في  المجنة .    " بجوارك أبي وأمي، لن تستوحشي ..!"  كان يكلمها كمن هو موقن انها تسمع كلامه وكان موليا ظهره لكل من حضر الدفن، يحاول ان يبدو متجلداً. لكن دمعة متمردة هربت من عينه على حين بغته، فانسحب من داخل المجنة. وبدأ يبني بابها وأقبل الكل يساعده وما أن انتهى حتى التف الناس من حوله يعزوه، ويوصوه بالصبر والاحتساب، ثم انصرفوا به راجعين الى القرية وهم يواسوه طوال الطريق.   وفي العصر أقبل الأخ يرش قليلا من الماء على باب المجنة كي يتماسك الاسمنت مع الحجارة، ثم قرأ الفاتحة وذهب ... كان الحزن قد هده، ومن خلفه كان السكون القاتل الذي يب...

مطاردة : قصة اب مع اسرته في سيارة

  الساعة حوالي العاشرة صباحاً، وانا في بنك اليمن الدولي ـ فرع الحصبة ـ حاملاً معي أربعة شيكات، موقّعة جاهزة، ينقصها توقيع مدير الفرع.  كنت أتوقع ان يقابلني بالرفض؛ نظرا لان المبلغ كبير نوعاً ما، أربعة ملايين.. لكنني فوجئت بتعاونه.. وافق على صرف ثلاثة شيكات من الأربعة. بصراحة لم أتوقع منه أكثر من ذلك.  شكرته على تعاونه معي، لكنني وقبل ان اخرج من مكتبه تذكرت حجم النقود التي سأحملها، فعدت اليه ارجوه ان تكون فئة العملة النقدية من ذوات الألف ريال، أخبرته ان وضع البلاد غير آمن وان مثل هذا المبلغ ـ إذا ما كانت الفئة النقدية أقل من ذلك ـ سيبدو كبيراً وملفتاً داخل الكيس.. لكنه اعتذر: ـ" ثُلث المبلغ فقط أبو خمسمائة، لا تكن طماع! اعطيناك هذا المبلغ وما عندنا سيولة "  ـ "لكن يا مدير كما تعلم.. سأكون عرضة للخطر وانت خير من يقدر الظروف!" ـ " ولماذا؟ ألم تحضر أحداً معك؟ انت غلطان! هل معك سلاح؟ هل معك آلي او مسدس؟" ـ " لا ".. فقال لي بنبرة جادة تنم عن روح النصيحة: ـ " خذ الفلوس ولا تتوقف في أي مكان! "    عندها تعاظم خوفي، وشعرت بالندم يجتاحني فجأة، لكن...